خدمات

الولايات المتحدة محرك البعثة الأممية الى ليبيا ومبادرة باتيلي ولدت ميتة

بعد إتخاذ القرار بإسقاط القذافي، صوتت قوى المعسكر الغربي (بريطانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة) في مجلس الأمن تأييداً للتدخل العسكري في ليبيا، وأطلق حلف الناتو عملية “فجر الأوديسا”.

لتشن قوات الناتو ضرباتها الأولى بتاريخ 19 مارس/آذار 2011 على مواقع القذافي مما أدى لإسقاط نظامه، وبهذا بدأت حقبة الفوضى السياسية والأمنية في البلاد، والتي شهدت حكومات مؤقتة وحرب أهلية وتدخلات دولية على رأسها التدخل الأمريكي.

وبعد مرور أعوام على محاولات بعثة الأمم المتحدة للدعم الى ليبيا الوصول الى حل سياسي ومسار تفاوضي بين الأطراف السياسية الليبية، يحقق الأجندة الأمريكية في السر، عاد رئيس البعثة الجديد، عبدالله باتيلي ليُعلن مبادرة جديدة غير واضحة للحل حظت بالمرتبة الأولى بمباركة ودعم أمريكي.

حيث أنه وفي آخر تحركاته، أجرى المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند مشاورات وصفها بالقيّمة للغاية مع الجزائر حول إمكانية دعم جيران ليبيا للعملية السياسية لصالح ليبيا والمنطقة.

وقال المبعوث الأمريكي بحسب سلسلة تغريدات لسفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا بموقع “تويتر” إنه بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده المبعوث الأممي إلى ليبيا جرى مناقشة رؤية باتيلي حول عملية تشمل الجهات الفاعلة والمؤسسات الليبية الرئيسية والمجتمع المدني والتي تعتمد على التقدم المحرز في المفاوضات حتى الآن.

وشدد المبعوث الأمريكي على ضرورة الاعتراف بالحاجة إلى إنشاء تحفيز جديد لتنظيم الانتخابات وإيجاد حل سياسي دائم معرباً عن تطلعه إلى استمرار المشاورات مع الجزائر بشأن هذا الموضوع محل الاهتمام المشترك.

يُشار الى أن زيارات “نورلاند” وإجتماعاته مع الفرقاء السياسيين في البلاد في الفترة الأخيرة تأتي للضغط على تمرير مبادرة باتيلي التي تفتقر للآليات والأطر لتنفيذها.

كما أن المبادرة لا تتطرق الى مشكلة الإنقسام المؤسساتي وظاهرة إنتشار الميليشيات المسلحة، بل الى إجراء الإنتخابات فقط، مما يدل على أنها حيلة جديدة لإيصال شخصية عميلة موالية للولايات المتحدة لتستكمل تنفيذ خطط الأخيرة في نهب موارد البلاد.

وفي السياق، قال عضو مجلس النواب عصام الجهاني إن تخبط المبعوث الأممي باتيلي واضح في المؤتمر الصحفي يوم السبت، والرجل لا يملك حلاً للازمة الليبية وحديثه مليء بالتناقضات.

وأضاف: “الأسبوع الماضي نقل معلومات غير صحيحة إلى الأمم المتحدة والآن يناقض نفسه، فتارة يقر التعديل الـ 13 وتارة يرفضه، ويتحدث عن لجنة عليا، والحقيقة أن حديثه لا يعدو أن يكون جسًا للنبض ليس إلا”.

ورأى أن المجتمع الدولي يسعى لاستمرار الفوضى إلى حين إتمام الصفقات الخارجية بين الدول الفاعلة. كما أشار إلى أن القوى السياسية والفاعلة في ليبيا قدمت وما زالت تقدم التنازلات للوصول بالبلاد إلى مرحلة استقرار دائم، ولكن المجتمع الدولي لا يريد ذلك.

وبنظر المراقبين للشأن الليبي فإن الولايات المتحدة الأمريكية التي تستخدم الأمم المتحدة وأدواتها لتمرير مخططاتها الرامية الى السيطرة على مقدرات الشعوب، هي السبب الرئيسي في عجز الأخيرة عن إيجاد الحلول وتخبط مبعوثها الذي من المفترض أنه قد درس الوضع الليبي ووجد مخرجاً له عبر مبادرته.

كما يذكر المراقبون بالتجاوزات التي تضمنت تهديدات لعدد من المشاركين وشراء ذمم آخرين، والتي حصلت في ملتقى الحوار الوطني السابق برعاية بعثة الأمم المتحدة الى ليبيا برئاسة الأمريكية ستيفاني ويليامز، والتي أوصلت البلاد الى ما هي عليه اليوم، بعد أن كانت هناك آمال بتحقيق التوافق وإجراء إنتخابات يتطلع إليها الشعب الليبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى