ما هي فوائد تربية الأطفال على السعادة ؟
يزداد الإقبال على تسوق أغراض الأطفال من ألبسة وأحذية واكسسوارات في أواخر السنة خاصة مع توفر العروض والتخفيضات على غرار كود خصم نمشي والعديد من القسائم الترويجية التي توفرها أغلب مواقع التجارة الالكترونية. ولكن هل حقًا هذا كله ما يحتاجه طفلك ليكون سعيدًا ولأن يحظى بنشأة طبيعية وصحية؟ كآباء أو كأمهات، تعتبر طلبات أبنائهم أوامر بالنسبة لهم ويسعون لتحقيقها مهما كانت كبيرة ليصبحوا آباء صالحين ويشعروا بالامتنان والسعادة لإدخال الفرح والسرور على أطفالهم. ولكن التركيز على الأمور المادية وإهمال الجانب المعنوي ووضعهم في ظروف صعبة لصقل شخصيتهم هو بمثابة أمر ضروري لتطورهم من الناحية الشخصية والمعرفية.
كما أثبت العلم الحديث التأثير السلبي الكبير للأجهزة الإلكترونية وألعاب الفيديو على نمو أدمغتهم وإصابتهم بالعديد من الأمراض النفسية على المدى الطويل. لذلك، فأنت كأب مطالب بعدم الانسياق وراء التخفيضات مثل كود خصم نون قوي لشراء كمية كبيرة من الأغراض لأطفالك والتي تجعلك تقع في فخ إدمان التسوق والشعور بالفوات إذا لم تطلب أية منتجات في آخر أيام السنة. في هذا المقال سنتطرق الى بعض النقاط التي تجعلك طفلك سعيدًا ليعيش حياة طيبة وصحية.
ما الذي يجعل الطفل سعيدًا ؟
أولا، يجب تصحيح بعض المفاهيم عن السعادة. في الحقيقة، لا توجد سعادة مطلقة تدوم طوال أيام السنة، بل هناك نمط حياة وبعض الأحداث في الحياة التي تجعل المرء سعيدًا سواء كان كبيرًا أو صغيرًا. يُعد التسوق من بين الأمور التي تخلق البهجة والفرحة في نفوس الأطفال خاصة في عطلة نهاية السنة عندما تنتشر العروض والتخفيضات الكبيرة مثل تخفيضات يوم العزاب الصيني. ولكن توجد بعض الأمور المعنوية التي يمكن أن تجعلك طفلك في غاية السعادة مثل توفر أصدقاء يقضي معهم وقتًا ممتعًا بشكل يومي.
يقولوا أطباء الأطفال أن أكثر شيء يمكن ان يجعل طفلك سعيدًا هو أن تدربه على المرونة في الحياة. فالمرونة ستعلمه أن لا يفشل وأن يتأقلم مع جميع الظروف والصعوبات التي يمكن أن تواجهه خلال حياته. لحسن الحظ، هناك بعض المهارات التي تساعد الطفل على ان يكون مرنًا في حياته والتي سنتطرق إليها فيما يلي:
حل المشاكل:
حاول أن تعود طفلك على أخذ الوقت الكافي لحل أي مشكلة تواجهه في الحياة وأن لا يستسلم عند أول عقبة تقف في طريقه سواء في الدراسة أو الحي أو الحياة العملية أو في فريقه الرياضي.
الإيمان بالذات والاستقلالية:
عود طفلك على اتخاذ القرارات منذ صغره وأن يكون مسؤولا عنها ويتحمل نتائجها وعواقبها. قد لا تكون كل قراراته صائبة ولكن رغم ذلك، ستجعله يتعلم ويحب الحياة ويمضي فيها بكل سعادة وغبطة وهو ما سينعكس على شخصيته.
التعاطف:
التعاطف هو الإحساس بمعاناة الناس ومشاكلهم وهو سلوك رائع سيجعلك طفلك يشعر بمشاكل الآخرين ويسعى لمساعدتهم وحل مشاكلهم. يساعده هذا السلوك النبيل على تنمية الثقة بالنفس وتكوين علاقات إيجابية بالأصدقاء والزملاء في المدرسة والحي.
أن تجعل طفلك سعيدًا منذ نشأته ونعومة أظافره هو أمر ضروري ومهم لأنه سيحدد بنسبة كبيرة الشخصية التي سيكون عليها في المستقبل. كلما غرست لدى طفلك قيم التعاطف والتعاون والإحساس بمعاناة الآخرين والاعتماد على النفس واتخاذ القرارات، كلما زادت ثقته بنفسه بشكل كبير وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على تحصيله الدراسي وصحته النفسية والعقلية. أثبتت العديد من الأبحاث مدى خطورة أن يعيش الطفل حياة الكأبة والحزن والقمع الاسري وعدم اتخاذ القرارات منذ الصغر. كما يمكن أن يؤدي إهمال الطفل أو الإساءة إليه بالكلام أو التجاهل وعدم الاهتمام الى تنمية شخصية تميل إلى العنف وهو ما قد يتطور الى ارتكاب جرائم خطيرة عند البلوغ.