من الألعاب السياسية إلى الألعاب الإلكترونية: سوق متنوع في الشرق الأوسط
يعتبر الشرق الأوسط من المناطق ذات الأهمية الكبرى على مر التاريخ بالنسبة للعالم أجمع. فهو يمثل المنطقة المحورية التي تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. على مر العصور، وحتى الآن، تعاني الدول العربية في الشرق الأوسط من بعض الأوضاع الغير مستقرة، وكان مطمعًا لبعض الدول الكبرى التي تحاول فرض سيطرتها على العالم. يمكننا أن نقول أن الشرق الأوسط يشهد الكثير من الألعاب السياسية حيث تحاول بعض الدول الاستفادة من خيرات الشرق وتحويله إلى مسرح ألعاب صخب يشوبه الفوضى. في هذه الأثناء، تطل علينا الألعاب الإلكترونية التي تمثل صناعة رقمية كبرى تؤثر بشكل كبير في اقتصاد الدول العربية، وتنتشر بين الشباب من الجنسين محققة معدلات نمو غير مسبوقة في هذه المنطقة.
الألعاب السياسية والرغبة في تحقيق المصالح
خلال الأعوام السابقة، وجدنا بعض الدول العربية تقع في الكثير من المشكلات السياسية. البعض منها داخلية تتحكم بها أيدٍ خفية من الخارج، وبعضها كان السبب الأول والأخير فيه هي التدخلات الخارجية من دول كبرى تحاول فرض سيطرتها وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
فها هي سوريا العربية تعاني من الكثير من المشكلات الداخلية التي بدأت ببعض المطالبات بالحرية وقادت إلى الكثير من المنازعات التي تؤثر بشكل كبير في قدرتها على النهوض مجددًا. العراق أيضًا يعاني من الكثير من الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة بعد الغزو الأمريكي للعراق، ولبنان الجريح يحاول النهوض مجددًا من الأحوال الغير جيدة أثر التدخلات الخارجية والداخلية التي تحاول تحقيق المصالح الشخصية. كل ذلك يمثل ألعاب سياسية في الساحة العربية حيث تحاول القوى العظمى التحكم في هذه الدول واستنزاف قدرتها على النمو ومواكبة التقدم العالمي ورفع مستوى المعيشة لمواطنيها.
سوق الألعاب الإلكترونية والاقتصاد
يظل الشرق الأوسط أيضًا الموقع الجغرافي المميز الذي يشهد طفرة كبيرة في سوق الألعاب الإلكترونية. فهذا السوق يمثل واحدًا من أكبر الأسواق العالمية نموًا وازدهارًا حسب الأرقام والإحصائيات. يمثل هذا السوق صناعة رقمية حديثة تسهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد القومي للدول العربية مثل سوريا ومصر والسعودية والعراق وغيرها، وتضخ بعض الدول العربية الكثير من الاستثمارات في هذا القطاع للنهوض به والاستفادة من المردود الجيد الذي يقدمه.
بالنسبة للأرقام، تؤكد بإحصائية قامت بها أحد المؤسسات الدولية المعنية بقطاع الألعاب الإلكترونية أن عدد مستخدمي الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط وصل 434 مليون مستخدم في العام الماضي. هذا العدد يمثل زيادة في عدد المستخدمين مقدراها 10% عن العام السابق له. يمثل هذا العدد أيضًا حوالي 15% من إجمالي عدد مستخدمي الألعاب الإلكترونية حول العالم والذي يُقدر مستخدميه بحوالي 3 مليار مستخدم.
هناك الكثير من العوامل التي ساعدت على نهضة سوق الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط. من أهم هذه العوامل هو توافر البنية التحتية والشباب الواعي الذي يواكب كل ما هو جديد في قطاع التكنولوجيا والألعاب. تجد الغالبية العظمى من المواطنين في الدول العربية، وخاصة من فئة الشباب، يمتلكون هواتف ذكية واتصال دائم بالإنترنت. تنتشر أيضًا منصات الألعاب الإلكترونية التي توفر للاعبين العرب أفضل الألعاب الإلكترونية بدون تحميل. فمن خلال موقع كازينو اون لاين على سبيل المثال، يمكن للاعبين الوصول للكثير من الألعاب الفورية بدون تحميل، ويحصل اللاعبين أيضًا جوائز نقدية عند الفوز في أي لعبة. هذا إلى جانب توافر خدمات متنوعة منها الدعم الفني وسياسية الخصوصية. هذا المزايا ساعدت الألعاب الإلكترونية بصفة عامة على جذب المزيد من اللاعبين.
تشير الإحصائيات أيضًا إلى أن إيرادات الألعاب الإلكترونية سجلت نحو 180 مليار دولار في عام 2021 محققة زيادة قدرها 2.5 مليار دولار بنسبة 1.4ً% من قيمة إيرادات صناعة الألعاب في عام 2020. أكدت أيضًا مؤسسة نيوزوو المتخصصة في إحصائيات الألعاب الإلكترونية أن هذه الإيرادات في نمو متواصل، وأنها تشمل كافة مكونات صناعة الألعاب الإلكترونية مثل الأجهزة الإلكترونية وشركات برمجيات الألعاب وشركات الإنترنت وغيرها.
تأكيدًا على ذلك، قامت أحدى الشركات الصينية تُدعي نيكو بارتنرز Niko Parteners بتقدير سوق الألعاب الإلكترونية في ثلاثة دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات بحوالي 4 مليارات دولار. بادرت نفس الشركة أيضًا بالاستثمار في هذا السوق في المنطقة العربية بشكل فعلي عام 2021، وكان الشرق الأوسط مسرحًا للاستثمار العالمي في سوق الألعاب الإلكترونية الواعد بالكثير من العوائد المادية الجيدة.
من هذا المنطلق، تسعى دول الشرق الأوسط على أن تستفيد بشكل كبير من سوق الألعاب الإلكترونية وتعزيز اقتصادها القومي بالإيرادات الضخمة الخاصة بهذا السوق. بهذا الشأن، وضعت المملكة العربية السعودية الكثير من الاستثمارات في هذه الصناعة. يقود صندوق الاستثمارات العامة السعودي هذه المبادرة حيث خصص 37.8 مليار دولار امريكي من خلال مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية المملوكة للصندوق. فالمملكة تحاول عبر هذه الاستثمارات الضخمة في أن تكون موضع اهتمام عالمي ومركز لسوق الألعاب الإلكترونية على مستوى العالم.
في الأردن، حققت أحدى الشركات الأردنية مع بداية عام 2022 نجاحًا كبيرًا بعد وصول عدد تحميلات اللعبة الإلكترونية الخاصة بها باللغة العربية فقط على متجر جوجل بلاي نحو 150 مليون عملية تحميل. في تركيا أيضًا يشهد قطاع العاب الفيديو الإلكترونية بتقدم كبير، وتحاول الكثير من الشركات العالمية جاهدة نحو الحصول على فرصة للاستثمار بها. ففي يونيو 2022، قامت شركة Cypher Games بجمع استثمارات بملايين من الدولارات من قطر وأمريكا ودول أخرى.
ينطبق الأمر على دول عربية أخرى منها الإمارات والكويت ومصر للاستثمار في سوق الألعاب الإلكترونية هادفة لجني ثمار هذه القوة الاقتصادية مما يعود بالنفع عليها وعلى مواطنيها. من هذا المنظور، نجد أن الشرق الأوسط هو مركًا للعمليات السياسية الدولية وإلى جانب سوق الألعاب الإلكترونية.