الكويت: واحة عصرية تمزج بين التراث والإبداع

طبقًا لعلوم الطبيعة والجيولوجيا، يمكن أن تتبدل التفاصيل الجغرافية لأي بقعة على كوكب الأرض، كذلك الحروب والغزوات من شأنها تغيير ملامح دولة بأسرها، إلا أن التاريخ لا يتغير ولا تمحيه أي عوامل جيولوجية أو آلات التدمير التي صنعها البشر. كذلك هو الحال بالنسبة لدولة الكويت، حيث يظل تاريخها صامدًا في وجه الجميع بالرغم من كل ما مرت به في الماضي، حيث توالت الشدائد على تلك البلاد الدافئة وتحديات لا حصر لها، ودائمًا ما كان النصر ملازمًا لها، يلتحم الشعب الكويتي دائمًا ويتشارك في بناء بلدهم بتطلعات لا نهاية لها.

لقد ناضل الأجداد والأجيال السابقة وقاموا بتأسيس الدولة الحديثة منذ عهد عبد الله السالم، و بفضل مجهوداتهم تحررت الكويت وانطلقت في مسيرة رائعة نحو التطور ومواكبة العصر الحالي والاستعداد كذلك للمستقبل الواعد. تُعد الكويت واحدة من أبرز المقاصد السياحية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تجمع الكويت بين حداثة المستقبل وتراث الماضي لتوفر بذلك عوامل جذب السياحة الرئيسية التي نجحت وما زالت تؤتي ثمارها وتعود بالنفع على شعب الكويت.

و نظرًا لالتزام المسؤولين بدولة الكويت بمواكبة التطور العالمي واللحاق بركب التقنيات الحديثة، كان لا بُد من منح الشعب الكويتي والسائحين أيضًا فرصة مميزة للاستمتاع بما تتمتع به كافة شعوب العالم، فقامت ببناء المراكز التجارية الفخمة والنوادي الاجتماعية الفارهة و خدمات الترفيه المختلفة التي تُلبي احتياجات الجميع ومن الأمثلة على ذلك أنها سمحت بممارسة اللاعبين في الكويت لألعاب الأوراق والحظ من خلال مواقع الاون لاين كازينو لتفتح آفاق جديدة غير مسبوقة على مواطنيها.

ولم يكتفي المسؤولون بدولة الكويت عند هذا الحد فحسب،ـ بل تنامت تطلعاتهم فيما يخُص مستقبل الكويت من خلال فتح المجال لطاقات شبابها وعقولها الفذة ورسم مسار استراتيجي وتعليمي مميز يسمح بالكشف عن المواهب الدفينة القابعة منذ سنوات وكأنها تنتظر كشف الستار عنها! وقد برزت الكويت كأحد أبرز الدول المتطورة التي لا تدخر أي جهد في سبيل مواكبة عصر التطور التكنولوجي الحالي، ويتجلى ذلك من خلال عدة محطات ومنها:

منارة المستقبل

حجزت دولة الكويت مقعدًا لها ضمن فعاليات معرض إكسبو – أوساكا 2025 والمقرر عقده في أبريل القادم في اليابان، وهو حدث عالمي ضخم يستعرض أبرز التصاميم المعمارية من جميع أنحاء العالم. وتنضم الكويت هذا العام لهذا المعرض من خلال تقديم تصميم جناح غاية في الإبداع والحداثة، حيث يجسد الجناح رؤية شاملة تمزج بين التراث الكويتي الرائع والتطلعات نحو مستقبل واعد.

سيُقام معرض إكسبو – أوساكا 2025 في جزيرة يوميشيما الاصطناعية على مساحة تبلغ حوالي 3500 متر مربع، حيث تجتمع العديد من الدول بتصميم أو أكثر وتستعرض أبرز الجوانب التي تُمثله تلك التصاميم ليتمكن العالم أجمع من مشاهدة تلك التصاميم سواء بحضور المعرض أو من خلال شاشات التليفزيون أو منصات البث الإلكترونية، حيث يحظى هذا المعرض باهتمام الجميع من كل أنحاء العالم.

تكنولوجيا الجيل الخامس

وفقًا لمؤسسة GSM Intelligence، تمكنت دولة الكويت من احتلال المركز الأول عالميًا وإقليميًا على مستوى ريادة تكنولوجيا الجيل الخامس. حيث حققت دولة الكويت نتيجة 68 نقطة وهي الدرجة الشاملة لتكنولوجيا الجيل الخامس في عام 2023، حيث أن هذا المؤشر يعمل على تحديد أداء الدولة في نشر واستخدام تكنولوجيا الجيل الخامس في عدة فئات. ويستند هذا المؤشر إلى عدة عوامل منها مستوى البنية التحتية والإنشاءات التي قامت بها الدولة، ومدى توفر الخدمة، وحالة تجربة المستخدم وتقييمه لها.

يعكس هذا التفوق الرائع القدرات التقنية المذهلة لشبكة الجيل الخامس بدولة الكويت ومدى تأثير استغلال تلك التقنية للارتقاء بمستوى الاتصالات في البلاد والحرص على مواصلة الابتكار والتقدم نحو مستقبل حديث وبالتأكيد توفير سُبل الراحة والرفاهية للمواطنين.

التحول الرقمي

في ظل حرصها على مواكبة التطور بشكل مستمر واللحاق بركب التقنيات الحديثة فائق السرعة، تخطو دولة الكويت خطوات بارزة ومدروسة تجاه التحول الرقمي ورقمنة الجهات الحكومية والاستفادة من التقنيات الحديثة بأقصى طريقة مُمكنة. حيث تُعد خطة التحول الرقمي أحد الأعمدة الرئيسية في هيكل رؤية “الكويت 2035″، حيث أن خطة التنمية التي تتبناها دولة الكويت ومساعي التحول الرقمي ستعمل على توفير الكثير من الجهد والمال في صالح الحكومة الكويتية، لذلك تسعى دائمًا دولة الكويت لاستغلال التكنولوجيا لما تتميز به من دقة وحياد وقلة عامل الأخطاء البشرية الوارد حدوثه.

وفي سياق مُتصل، صرحت هيا الودعاني، المدير العام للجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، أن الكويت تتمتع بقدرة كبيرة على استيعاب التطورات التكنولوجية ذات الوتيرة السريعة في جميع أنحاء العالم، فهي من أوائل الدول التي أسست منظومة اتصالات الجيل الخامس، حيث شددت على أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من التطورات التكنولوجية سواء في مجال التحول الرقمي أو رقمنة القطاع الحكومي بالإضافة إلى توفير المزيد من البنية التحتية الملائمة لمواكبة التطور التقني.