التكنولوجيا

أثر الإنترنت والتطور التقني في تثقيف الناس

في عالم اليوم، باتت حياتنا مرهونة بالتقنية والتكنولوجيا الحديثة، وبات التطور التكنولوجي يتسارع بشكل طردي يوماً بعد يوم، حتى أضحى من الصعب على أحدنا التنبؤ بأثر هذا التطور إيجابياً أو سلبياً. وبالرغم من كل هذا الزخم التقني الذي يلاحقنا، والخوف من السيطرة الآلية على عالمنا، لا يمكننا إنكار حقيقة وأهمية هذه التكنولوجيات المتطورة في حياتنا، بدءاً من الإنترنت، وصولاً إلى مختلف التقنيات الحديثة من مساعدات رقمية شخصية ومحركات بحث متطورة مدعومة بالذكاء الاصطناعي وغيرها.

ما أثر التطور التقني في حياتنا؟

بدايةً من انطلاقة الإنترنت الأولى، بدا واضحاَ للجميع انتقالنا إلى عصر آخر وحقبة جديدة لا تقارن بما سبقها. إذ ساهمت شبكة الإنترنت بالعديد من الطرق إيجابياً في حياتنا اليومية والمهنية أيضاً. وبدأ استخدامها في عالم التعليم يزداد شيئاً فشيئاً حتى أضحت المصدر الأول لإيجاد المعلومات وإجراء الأبحاث والاطلاع على جديد عوالم الأخبار المختلفة.

وهكذا أصبح لشبكة الإنترنت دور حيوي للغاية في التعليم عبر استخدام محركات البحث مثل جوجل وياهو وغيرها للاطلاع على المعلومات المختلفة عبر العديد من المواقع المخصصة التي تتيح للمستخدمين قاعدة بيانات هائلة من المعلومات الغنية المفيدة، كموقع ويكيبيديا الذي يعتبر أهم قاعدة بيانات على الإنترنت، وموقع إجابة الذي يحتوي على ثروة من المعرفة والمعلومات الوفيرة.

كيف يسهم الإنترنت في تثقيف الناس اليوم؟

خلال عدة سنوات من بداية ثورة عالم الإنترنت، بدأ يستقطب مختلف الأشخاص من محبي العلم والمعرفة وأصبح مكان التعلم الأساسي والمفضل حيث يمكنك الحصول على أي معلومات في ثوان فقط، بالإضافة إلى تنوع المعلومات وإمكانية تشارك المحتوى والمعرفة. وبدأت طرق الاستفادة من الإنترنت تزداد وتتضاعف يوماً بعد آخر، حتى أتاحت لنا خيارات واسعة وشتى للاطلاع على مختلف المعارف والعلوم من أصغرها وأقلها أهمية بالنسبة لنا، إلى أعقد المواضيع وأكثرها تشعباً كتكنولوجيا الكم والفيزياء النووية والكثير من الأسئلة في هندسة البرمجيات التي تعتبر مجالًا رائجًا في الفترة الحالية.

وتتمثل أبرز أبرز طرق وتكنولوجيات الاستفادة من الإنترنت في كسب المعرفة:

استخدام محركات البحث

تساعد محركات البحث اليوم مثل جوجل وبينج في العثور على المعلومات حول مجموعة واسعة من المواضيع المختلفة عبر استخدام بضع كلمات رئيسية محددة لتوجيه بحثك نحو المحتوى ذو الصلة. بالإضافة إلى تزويدها اليوم ببوتات دردشة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تجيبك على مختلف التساؤلات التي تخطر ببالك وتساعدك في الحصول على المعلومات بسرعة وسهولة. كما في محرك البحث بينغ الذي أعلنت شركة مايكروسوفت مؤخراً عن دمج بوت دردشة ذكي فيه.

التعلم عبر الدورات التدريبية المختلفة

تعد الدورات التدريبية المتوفرة عبر الإنترنت طريقة رائعة ومميزة لاكتساب المعرفة والعلم حول أي تخصص ترغب. وهنا يمكنك الاعتماد على مجموعة من المنصات الشهيرة مثل كورسيرا ويوديمي وedX.

قراءة المدونات والمقالات

يشارك العديد من الخبراء والعلماء والمختصين تجاربهم وابتكاراتهم ودراساتهم عبر شبكة الإنترنت في المدونات والمواقع الإلكترونية. يمكنك الاستفادة من هذه المواقع لكسب المعرفة والاطلاع على جديد المجالات التي تهمك. فقط تأكد من قراءة المقالات الموثوقة والشهيرة مثل مقالات ويكيبيديا وغيرها.

مواكبة جميع الأخبار

تتيح شبكة الإنترنت لك البقاء على اطلاع دائم ومستمر على جميع الأخبار من حول العالم.

تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)

يمثل الذكاء الاصطناعي اليوم عنصراً أساسياً في سوق تكنولوجيا التعليم في العديد من الدول، مع توقع بزيادة متسارعة في استخداماته هذه. إذ ساهم الذكاء الاصطناعي عبر عدة أعوام في أتمتة العديد من الأنشطة التعليمية ووفر سبلاً عديدة للحصول على المعلومات المختلفة بسرعة ودقة، بالإضافة إلى أنه بات اليوم يشكل معلماً لا يستهان به في العديد من المجالات.

ولا يزال آخذاً في التطور يوماً بعد يوم، عبر استخدام مختلف نماذج وبرامج التعليم الآلي وخوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدي المختلفة والشبكات العصبونية الاصطناعية.

تقنيات التعلم الغامر

لا يتقصر الأمر على الطلبة فقط، بل يمكن لأي منا ممن يرغب في خوض تجربة تعليمية ومعرفية مميزة تجربة تقنية التعلم الغامر والتي تشكل مزيجاً بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز لخلق بيئة تفاعلية افتراضية تساعد في توضيح العديد من المفاهيم المعقدة وخوض التجارب العلمية وربما تجربة بعض العمليات الجراحية حتى أو الاطلاع على آلية القيام بها.

في النهاية، وبالرغم من أن عالم الإنترنت فتح الأفق واسعاً أمام الجميع لمواكبة جميع التطورات وخوض التجارب المعرفية الجديدة والمميزة؛ إلا أنه يتوجب الحرص عند استخدامه والتسلح بالوعي الكامل نظراً لما قد يخلفه الاستخدام المبالغ فيه من إضاعة للوقت وتشتيت بين المصادر المختلفة وتضارب في المعلومات المتوفرة، وبخاصة في ظل انحياز أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة وميلها للعنصرية والتسلط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى